ماذا يعنى بالأزمنة الأخيرة

ماذا يعنى بالأزمنة الأخيرة:
كثير من الناس يستخدمون تعبير "الأزمنة الأخيرة" وهم لا يعرفون تحديداً المعنى الحقيقي لهذا التعبير، وأنه بكل وضوح من خلال فهم الكلمة المقدسة يعنى نهاية لهذا الزمن الحاضر الذى نعيش فيه لبداية زمن جديد يقول عنه الكتاب المقدس "الدهر الآتي" أو "الزمن الآتي" مكتوب في رسالة العبرانيين: "لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي" (عب 6: 5)، وبولس الرسول يتحدث في رسالة أفسس عن المكانة العظيمة والسلطان الذى للرب يسوع ليس فقط في هذا الدهر ولكن في المستقبل أيضاً أي في الزمن الآتي: "الذي عمله في المسيح، إذ أقامه من الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا" (أف 1 : 21) هناك آيات كثيرة أخرى تؤكد هذا المعنى.
إن كلمة "زمن" أو "دهر" في الأصل اليوناني هي "أهيؤن" وهي تعنى فترة من الوقت لها بداية ولها نهاية وهذه سمة أساسية لحياتنا على الأرض وهذا مختلف تماماً عن الحياة التي في السماء التي لا تخضع لا لزمن أو لوقت. فهذا يعنى من خلال شواهد كثيرة جداً من الكتاب المقدس أننا وصلنا لنهاية هذه الحقبة من الزمن ونحن الآن في الوقت الأخير من هذه الحقبة التي اقتربت جداً على الانتهاء والتي نسميها "الأزمنة الأخيرة" لأجل بداية حقبة جديدة أخرى على هذه الأرض يطلق عليها الكتاب المقدس الدهر الآتي. والسؤال الهام الآن هو ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذه الحقبة الآتية أو هذا الدهر الآتي؟

ما هو الدهر الآتي
المسيح سيأتي الى أرضنا ثانية بالجسد:
في (أعمال الرسل 11:1 ) تقرأ الآتي: "وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو (يسوع) منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا: «ايها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء»
ستتعبد ليسوع كل شعوب الأرض:
وفى سفر دانيال تقرأ المكتوب: "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان (يسوع) أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض" (دانيال 7 :13)
سيملك المسيح مُلك مادي على الأرض لمدة ألف سنة:
وتقرأ في سفر الرؤيا كلمات واضحة جداً عن مجيء المسيح لكي يملك ألف سنة على الأرض: "ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة على يده. فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكيلا يضل الأمم فيما بعد، حتى تتم الألف السنة. وبعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا.
ورأيت عروشا فجلسوا عليها، وأعطوا حكما. ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة. وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة. هذه هي القيامة الأولى. مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة" (رؤ 20: 2-7)
وفى نبوة (زكريا 14: 9) تقرأ "ويكون الرب ملكا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب، وحده، واسمه وحده"

الحجر الذي قُطع بغير يدين
في نبوة دانيال تقرأ بكل وضوح عن الحجر الذي قطع بغير يدين (يسوع المسيح) الذي أتى في نهاية أزمنة الأمم ليضرب القدمين اللتين من الحديد المختلط بالخزف، وحطم التمثال الذي يمثل كل ممالك العالم بالكامل، وأن هذا الحجر صار جبلا كبيراً ملأ "كل الأرض"! وهذا يشير أشاره واضحة لملكوت المسيح الذي سيملأ كل الأرض بدلا من كل ممالك العالم:
"كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين، فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معا، وصارت كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها"(دانيال 2: 34)
يسوع يصير ملكاً على كل الأرض:
وفى سفر الرؤيا: "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين، والأربعة والعشرون شيخا الجالسون أمام الله على عروشهم، خروا على وجوههم وسجدوا لله، قائلين: نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء، الكائن والذي كان والذي يأتي، لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت"(رؤ11: 15)
ونحن سنملك معه!
ولما أخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف، ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملؤة بخورا هي صلوات القديسين، وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت (يسوع المسيح) أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة، فسنملك على الأرض"(رؤ5: 8)
الخلاصة:
إن الدهر الآتي هو عبور الى زمن جديد سيبدأ مع بداية المجيء الثاني ليسوع المسيح كملك منتصر ومقتدر ويصير ملكاً على كل أمم الأرض. والأمر المدهش أنه سيجعلنا أيضاً نملك معه! لأجل هذا نحن نطلق على الانتقال الى الزمن الآتي أو الدهر الآتي، أنه عبور الى زمن الملك.

لماذا نحن في بداية النهاية
نبوة السبعين أسبوع من سفر دانيال:
في انجيل مرقس والاصحاح 13 الشهير الذي تكلم فيه الرب يسوع عن مجيئه الثاني، وهو يقول "وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد"، يذكر الرب يسوع بنفسه جزء من نبوة دانيال الهامة التي تتكلم عن سبعين أسبوع سنين من تاريخ شعب إسرائيل قبل مجيء المسيح الثاني ويقول: "فمتى نظرتم «رجسة الخراب» التي قال عنها دانيال النبي، قائمة حيث لا ينبغي. ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال الخ"(مرقس 13: 14)
في سفر دانيال 9: 24 تقرأ الآتي: " سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتي بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين (يسوع المسيح). فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس (مجيء المسيح الأول وصلبه على الصليب) سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا (69 أسبوع سنين أي 483 سنة)، يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة. وبعد اثنين وستين أسبوعا (مضافاً لها السبعة أسابيع الأولى – أي بعد 483 سنة) يقطع المسيح وليس له (أي يصلب على الصليب ويموت لأجلنا)، وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس، وانتهاؤه بغمارة (كغمر الفيضان)، وإلى النهاية حرب وخرب قضي بها (خراب أورشليم الذي تم في سنة 70 ميلادية يستمر حتى رجوع اسرائيل مرة ثانية في النهاية الى الأرض سنة 1947 - 1948). ويثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد (الذي يثبّت عهداً مع كثيرين هو الرئيس الآتي أي ضد المسيح الذي عندما يأتي سوف يثبّت عهداً مع كثيرين أي مع الأغلبية من اليهود (المرتدون) في أسبوع واحد، وهو بداية الأسبوع السبعون)، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب (يدخل ضد المسيح وينجس الهيكل ويبطل الذبيحة وهذا ما يسمى رجسة الخراب)
بحسابات كل المفسرين يظل هناك الأسبوع السبعون الأخير من هذه النبوة الذى سيبدأ بعد رجوع أسرائيل الى أرضها، وستكون علامة البداية لهذا الأسبوع هو عقد أتفاق سلام في وسط أجواء الحروب بين ضد المسيح، وبين إسرائيل وفى وسط هذا الأسبوع الأخير، أي بعد ثلاثة سنوات ونصف، ينقض هذا القائد العالمي أتفاق السلام مع إسرائيل ويدخل ويدنس الهيكل (الثالث) الذى سيبنى حديثاً وتنقلب كل الأوضاع ضد إسرائيل، الى أن يأتي يسوع المسيح "الملك" في نهاية هذه السبع سنوات وينقذ أسرائيل ويعلن سلطانه وملكه الكامل على كل شعوب الأرض. أقرأ هذه الكلمات الآتية من سفر دانيال بتمعن!
"وكنت أنظر وإذا هذا القرن (ضد المسيح) يحارب القديسين فغلبهم، حتى جاء القديم الأيام، وأعطي الدين (الحكم) لقديسي العلي، وبلغ الوقت، فامتلك القديسون المملكة. . . والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي. ملكوته ملكوت أبدي، وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون"(دانيال 7: 22)

سيأتي المسيح الملك رئيس السلام محباً لكل البشر والأجناس
يكتب اشعياء النبي نبوة مدهشة عن مجيء المسيح الأول والثاني معاً، أنه "سيولد لنا ولد" ويقصد ولادة يسوع المسيح في مجيئه الأول، ولكنه "سيملك على عرش داود ابيه" في مجيئه الثاني كرئيس السلام ولن يكون لملكه نهاية:
"لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا"(اشعياء 9 :6)
إن الحرب والعنف والكراهية ليست مشيئة الرب، وهو يحب اليهود ويحب العرب أيضاً، أنه يحب كل البشر باختلاف جنسياتهم واعراقهم، وهو يمهد لكي يأتي كملك السلام لكي يسود السلام في كل العالم وهذا سيحدث قريباً جداً بمجيئه الثاني، ولكن العدو الشرير يريد أن يملأ الأرض من القتل والعنف والكراهية والانقسام، ويريد أن يقف ضد المخططات الإلهية ويريد أن يغير الأزمنة والاوقات، ولكنه لن يستطيع ولن ينجح. إن الصراع الأخير بين الخير والشر قد بدأ، انه الصراع الأخير بين النور والظلمة بين الحب والكراهية، بين اختيار الحياة أو اختيار الموت.

وادي يهوشافاط هو وادي القضاء
تقرأ في سفر يوئيل عن محاكمة الرب لجميع الأمم في "وادي القضاء" كجزء من الإعداد لمجيئه الثاني ليكون ملكاً يحكم على كل الأرض، الرب سيكشف اتجاه قلوب البشر الحقيقي وماهي الدوافع العميقة لتصرفاتهم وأفعالهم، هل فعلا يريدون السلام أم يريدون العنف والكراهية والقتل، هل يريدون الخضوع للرب كسيد الكون ورب الخليقة أم يريدون أن يكونوا هم الها لأنفسهم! الرب سيحكم على قلوب البشر ويقضى بالعدل:
" لأنه هوذا في تلك الأيام وفي ذلك الوقت، عندما أرد سبي يهوذا وأورشليم، أجمع كل الأمم وأنزلهم إلى وادي يهوشافاط، وأحاكمهم هناك . . . تنهض وتصعد الأمم إلى وادي يهوشافاط، لأني هناك أجلس لأحاكم جميع الأمم من كل ناحية. أرسلوا المنجل لأن الحصيد قد نضج. هلموا دوسوا لأنه قد امتلأت المعصرة. فاضت الحياض لأن شرهم كثير، جماهير جماهير في وادي القضاء، لأن يوم الرب قريب في وادي القضاء" (يوئيل 3 :1، 14)
مع بداية الأيام الأخيرة فعليا والدخول في الإعداد الحقيقي لمجيء ملك الملوك ورب الأرباب لا يهم إلى أي جنس أنت تنتمي، لا يهم أنت عربي أم يهودي أم أوربي أو أمريكي، لكن الأمر الأهم جداً هو أين سيكون قلبك، هل ستختار الحب والحق والسلام، هل ستعرف أن الشخص الوحيد الذي قال عن نفسه "أنا هو الطريق والحق والحياة" والمكتوب عنه "أنه كان محباً للخطاة والعشارين" وأنه "ملك السلام" هو يسوع المسيح الذي أتى ليكون مخلصاً للعالم من الخطية والشر، وهو الذي سيأتي ليحكم الأرض بالبر والعدل.
إن الأيام الأخيرة مع كل ضيقها وتحدياتها هي امتحان لقلوب البشر، ومعرفة معادن الشعوب!

Comments