التفاعل الشخصى للدكتور مراد مرقس مع رؤية كنائس البيوت

قصتنا مع رؤية كنائس البيوت
بدأت فكرة التحول الى كنائس البيوت من خلال رؤية واعلان للقس جيري درمان أخذه من الله سبتمبر 2019. وكان هذا الأمر له علاقة بالجزء الكتابي "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك، لأنه ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم. اما عليك فيشرق الرب، ومجده عليك يرى" (أش 60: 1،2) "فقال لهم يسوع: النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب" (يو 12: 35) وعندما قال الرب يسوع وقت القبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة." وكان الاعلان الذي أتى للقس جيري أنه عندما يزداد الظلام الحالك في الأرض سوف يلازمه تغيير القوانين المنظمة للعبادة في الكنائس، وهذا ما حدث بالضبط وقت وباء كوفيد وتوابعه من اغلاقات وصعوبات في التجمعات، وبدأت اجتماعات البيوت. الأمر المدهش هو أنه عندما بدأ الحظر يقل سنة 2022، ومع بداية 2023 وصلت اجتماعات الكنائس البيتية الى حوالي 120 حسب آخر تقرير مقدم من القس جيري عن كنائس البيت التابعة لكنيسة الروك الأمريكية التي أصبحنا نحن الكنيسة العربية جزء لا ينفصل عنهم.
نبش الآبار
في سفر التكوين "فعاد اسحاق ونبش آبار الماء التي حفروها في ايام ابراهيم ابيه، وطمها الفلسطينيون بعد موت ابيه" (تك 26: 18)
نشاهد في بئر "عسق" التي حفرها عبيد اسحق انه قد حدث نزاع وربما بالنظر الى مسيرتنا الروحية للبحث والتنقيب عن مجموعات قابلة للروحانية في المجتمع من حولنا، وصلنا الى نتائج مشابه من محاولات النزاع وطم الآبار في طريق الرغبة في إطلاق مياه الروح القدس، كما حدث في أيام اسحق. وحفر بئراً أخرى وتنازعوا عليها أيضاً فدعا أسمها بئر "سطنة" ومعناها ايضاً خصومة، أو بغضة، أو اتهام، أو شكاية وعداوة! الى أن وصلنا لنهاية عام 2022 وفجأة وجدنا بئراً سماها اسحق "رحوبوت" في منطقة مُرحبة ليس حولها نزاع او خصام وهي التحول لكنائس البيوت من خلال الكنيسة الأمريكية الروك بمنطقة أناهيم. إن كلمة رحوبوت تعنى اتساع أو أماكن متسعة أو شوارع متسعة وكانت هذه هي البئر الثالثة التي حفرها اسحق ولم يتنازعوا عليها فأطلق عليها أسحق هذا الاسم.
قصتي الشخصية مع الآبار
رحوبوت هي بداية مسيرة جديدة مشجعة لاستكمال نبش الآبار الروحية متابعة لما جاء من دعوة الله للشعب في أيام موسى في رحلتهم في البرية.
أنها دعوة الله العليا في كل الأجيال، وهنا تذكرت قصتي من الارتحال من بئر الى بئر من خلال هذه الآية المفتاحية التي ذكرتني بهاذين البئرين في حياتي: "وأرتحل بنو إسرائيل ونزلوا في "أوبوت"، وارتحلوا من اوبوت ونزلوا في "عيي عباريم" في البرية، التي قبالة موآب الى شروق الشمس." (عدد 21: 10) لأن معنى "أوبوت" هو قِرَب الماء، أو قِرَب الماء التي تحملها في الصحراء لأنه لا توجد آبار هناك! وهذا ذكرني باختباري المحدود في الدخول الى الصلوات الحية بعمل الروح القدس نتيجة عدم الارتواء وشح المياه وقلة العطش الروحي للدخول فيما هو أعمق وهذا يرجع بى للذاكرة لعملي عام 1978 في منطقة نائية بالوادي الجديد وطريقة مصدر الشرب الوحيدة كانت هذه الوسيلة من قرب الماء التي تكاد تكفى تعقيم المستوصف الإكلينيكي ونظافتي الشخصية مع استخدام الباقي في طهو الطعام، لكنى كنت محاط بأرواح غريبة من عالم التمريض الذى كان يتربص بى لأسقاطي في براسن وفخاخ الخطية التي كانت سبباً في أن قدماي كانت تغرس أحياناً في بعض هذه الأجواء المشار اليها في الوحى عيي عباريم وهى تعنى أكوام وخرائب وهذا كان بحكم العمل ولولا قليلا من نعمة الرب ومخافة الرب لزلقت قدماي في مستنقع كان كفيلا بتحطيم إختبارى ووجدت نفسى في مرحلة أبعد ما تكون عن مصدر المياه الروحية وصرخت الى الرب في ضيقي في مرحلة الحصار الروحي هذه التي يشار اليها بمنطقة "زارد" من هناك ارتحلوا ونزلوا في وادي زارد"(عدد 21 : 12) وهى تعنى شجيرة صفصاف أو غصن طرى، وهى ذات مغزى مهم لأنني علقت أعواد ترنيمي وكنت أقول كيف أرنم في الأرض الغريبة الملآنة بتنظيمات روحية شريرة هدفها خضوعي بأي طريقة خداعية أو ديكتاتورية أو شبكات تمريض جنسية. أشكر الله لأنني خرجت من هذه الأجواء السحيقة بأقل الخسائر.

حينئذ جاء ميعادي مع "بئر أرنون" من هناك ارتحلوا ونزلوا في عبر ارنون"(عدد 21: 13) وهي تعنى سريع أو ينبوع مسرع مزمجر. ومنطقة أرنون بالنسبة لي روحياً كانت سلسلة من حروب الرب لإنقاذ حياتي من قبضة العدو وانتهاء سنة التكليف عام 1979
ومن هناك نقلني الرب الى بئر "بير Beer” وهي البئر حيث قال الرب لموسى أجمع الى الشعب وأعطيهم ماء حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد "اصعدي ايتها البئر! اجيبوا لها. بئر حفرها رؤساء، حفرها شرفاء الشعب، بصولجان، بعصيهم" (عدد 21: 16)
الاستنتاج النهائي
رجوعا لتقدم مسيرة رحلة حياتنا الروحية لمتابعة خطة الله التقدمية الخاصة بالرؤية المشتركة مع الكنيسة الأمريكية وهى الخاصة بكنائس البيوت، أرى أننا في مكان مشابه لما جاء في مقدمة الاصحاح 21 من سفر العدد: "ولما سمع الكنعاني ملك عراد الساكن في الجنوب ان اسرائيل جاء في طريق اتاريم، حارب اسرائيل وسبى منهم سبيا" هؤلاء ملوك الآمورين واليبوسين والكنعانيين يتحالفوا معاً ضد امتلاك شعب الرب الأراضي الروحية، فكل ما يرتبط بأعمال الجسد من عبادة العمل والاستسلام للشهوات الجنسية والطمع في الأمور المادية وكل ما يرتبط بخداع الحية القديمة سواء في الميديا أو في غيره هي قوى الكنعاني لمقاومة تقدم الخدمة داخل البيوت المسيحية بالاسم، التي أصبحت قلاعا محصنة ضد الروحانية بسبب الأنانية، وهذه الضربة "البلعامية" للتدين المظهري، التي تجمع نوعيات متشابهة من البشر لهم عيونا بحسب تعبير الكتاب ملآنة فسقاً، يظنون أن التقوى تجارة، هؤلاء يسقطون في فخ وشراك العالم الحاضر الشرير!!
إن النجاة الحقيقية في الأيام الأخيرة هي العودة لنبش آبار الروحانية الحقيقية الصحيحة المرسومة في سفر الأعمال بالمواظبة على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات، إنها الصلاة المستجابة دائماً المتبادلة بين العروس والعريس، مركزها الإماتة وكأن الصليب تم بالأمس القريب واليوم أنا أعيش قوة القيامة في حياتي الشخصية ومنتظر باستمرار أن غداً سوف أخرج من هذا الجسد الفاني لأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً!
د. مراد مرقس

Comments