
مجتمعات الإيكليسيا
عندما نتحدث عن الإيكليسيا، فنحن لا نتحدث فقط عن اختبار شخصي لأشخاص مباركين ومنتصرين، لكننا نتحدث عن اختبار يشترك فيه كل المؤمنين الحقيقين معًا. نحن نتحدث عن تحول جماعي روحي وإنساني، يجعلنا نرى مجتمعات للإيكليسيا على شبه التي أسسها الرب يسوع وهو يتكلم مع بطرس في مدينة قيصرية فيلبس. نراها تولد من جديد في هذا الزمن بنا وفي وسطنا، نرى الكنيسة التي تحولت الى هيئة دينية منحصرة داخل أسوارها، تتحول إلى مجتمع ثوري مؤثر في العالم من حولها.
لم تكن الكنيسة الأولى فقط هي تلك المجموعة من الأشخاص -الذين نسميهم الرسل- الذين كان لهم قوة وسلطان متميز على الأرض، لكن هؤلاء نجحوا جدًا في أن يكون عملهم الأساسي هو ولادة "مجتمع" له نفس هذه السمات الإلهية على الأرض. وعندما كانوا يصلون معًا كمجتمع، كان المكان يتزعزع، وكانت أبواب السجن تُفتح، وكانت السلاسل تقع من الأيدي، وكان الرسل المحبوسون يخرجون أحرارًا من السجن، بسبب صلاة هذه الإيكليسيا معًا بنفس واحدة، وسط تعنت وتعصب القادة السياسيين، وعنف الظروف المعاكسة.
أنتشار الإيكليسيا

انتشرت المسيحية المبكرة من مدينة إلى أخرى، ومن مقاطعة إلى أخرى، داخل بيوت المواطنين العادين الذين تحولوا ليصيروا تلاميذ للمسيح داخل الإمبراطورية الرومانية وخارجها بطريقة مدهشة، عن طريق تحرك مجتمعات الإيكليسيا. سافر الرسل كثيرًا، وإلى أماكن بعيدة، وكانوا يؤسسون المجتمعات المسيحية "الإيكليسيا" في المدن الكبيرة والتجمعات الريفية، وبمساعدة تحرك الأعضاء من الجنود المسيحيين والتجار المؤمنين، وكل المهن الأخرى الذين يحملون النور داخل قلوبهم، ويتجهون إلى كل مكان، من شمال إفريقيا وأسيا الصغرى وأرمينيا والعربية إلى اليونان وأماكن أخرى كثيرة. وبالرغم من الاضطهاد، استمر انتشار المسيحية في جميع الدول، حول حوض البحر الأبيض المتوسط. وبفضل هذه التجمعات الروحية المدنية غير الدينية المنتشرة من خلال بيوت الذين آمنوا؛ انتشرت المسيحية في أسيا وأوروبا وشمال إفريقيا.
Comments