انها دعوة للتأمل والفهم والدخول فى معرفة اسرار ملكوت السموات

الأعياد اليهودية الرئيسية السبعة مذكورة بتفاصيل كثيرة في الكتاب المقدس وهي: الفصح، والفطـير، والباكـورة، والأسابيـع (الخمسين أو الحصاد)، والأبواق، ويوم الكفَّارة، والمظال.
(خر 23: 14-17؛ 34: 18-23؛ تث 16: 16).
وترتيب الأعياد السبعة كالآتي: فالثلاثة الأولى تأتي متتالية في الشهر الأول من السنة في وقت الربيع، والثلاثة الأخيرة تأتي متتابعة في الشهر السابع في وقت الخريف، ونلاحظ أن عيد الأسابيع يتوسَّط السبعة أعياد وهو يأتي في بداية فصل الصيف.

1. عيد الفصح:
تُفتَتَح دورة أعيـاد اليهود بعيـد الفصح (خـر 12: 28؛ لا 23: 5؛ عد 28: 16؛ تث 16: 1). و” فصح“تُشتَقُّ من الكلمة العبرية” بيصاح“Pesah ، وبالآرامية واليونانية ”بصخا“ Pascha أي ”عبور“، وأيضاً إشارة الى خروف الفصح، الذى قدموه في ليلة خروجهم من أرض مصر وكان فداءً لهم من الملاك المهلك "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر"(خروج 12: 13) "ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً فتُعيِّدونه عيداً للرب. في أجيالكم تُعيِّدونه فريضة أبدية... هي ليلةٌ تُحفَظ للرب لإخراجه إيَّاهم من أرض مصر" (خر 12: 42،14)
وخروف الفصح يشير بشكل مباشر الى ذبيحة الصليب التي تمَّت في نفس يوم الفصح بحسب الترتيب الإلهي المُحْكَم. وإذا كان بدم الخروف على أبواب بيوت العبرانيين تمَّت نجاتهم من الهلاك (خر 12: 3)؛ فإنه بدم المسيح كان الخلاص الأبدي لكل مَن يؤمن .

2. عيد الفطير:
يرتبط عيد الفطير ارتباطاً وثيقاً بعيد الفصح، باقترانه أيضاً بخروج بني إسرائيل من مصر. ويُحتَفَل به في اليوم التالي لعيد الفصح، ويستمر لسبعة أيام (خر 13: 6؛ 23: 15؛ لا 23: 6؛ عد 28: 17؛ 2أي 30: 21؛ عزرا 6: 22؛ مت 26: 17). ويكاد يكون الاثنان عيداً واحداً، حتى أنَّ الأمر الإلهي بهما يأتي متضمِّناً الاثنين متتاليين ومتداخلين (تث 16: 1-8).
والفطير، وهو الخبز غير المختمر، هو ما أكله بنو إسرائيل مع الفصح يوم خروجهم المتعجِّل من مصر. فلم يكن هناك ما يسمح من الوقت ليختمر العجين.
ومكتوبٌ أنَّ الشعب حَمَل "عجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورةٌ في ثيابهم على أكتافهم" (خر 12: 34) حتى أنه سُمِّي "خبز المشقَّة" (تث 16: 3) بما أحاط به من ذُعر واضطراب وعَجَلَة.
وعيد الفطير يشير الى خبز الحياة يسوع المسيح الذي دفن لأجلنا. هو الخبز غير المختمر الذي بدون خطية البتة. والمسيحيون يسمون هذا اليوم "سبت النور" وفيه الرب يسوع المسيح دفن بدون خطية ليكون تحقيقاً فعلياً لعيد الفطير اليهودي.
3. عيد الباكورة:
هو عيد أول الثمار، ويلي عيد الفطير مباشرة. وقد أَمَرَ الربُّ الشعبَ عند بلوغهم الأرض التي أعطاهم إيَّاها، فزرعوها وحصدوا حصيدها، أن يأتوا بأول حصيد الشعير إلى الكاهن مُقِرِّين بعمل الرب العظيم معهم: "فيُردِّد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم في غد السبت (الأحد)"، ويُقدِّموا خروفاً محرقة، ومِن نتاج الأرض، ودقيقاً ملتوتاً بزيت وقوداً للرب، وخمراً وخبزاً وفريكاً، وتيساً للتكفير (لا 23: 1-14؛ عد 28: 26-31).
وعيد الباكورة هو شهادة على كمال عمل الرب بدخولهم أرض الميعاد واستقرارهم حتى أعطت الأرض ثمرتها، فيُقدِّمونها للرب شكراً وعرفاناً (تث 26: 1-11). ولأن الكاهن يُردِّد الحزمة في غد السبت، أي يوم الأحد، فهذا العيد يُشير إلى قيامة المسيح يوم الأحد، باعتباره باكورة الراقدين القائمين من الموت إلى حياة دائمة (1كو 15: 20)، يسوع كان هو الباكورة للقيام من الأموات. يسوع كان تحقيقاً فعلياً مذهلا للمعنى الحقيقي لعيد الباكورة!
4. عيد الأسابيع (عيد الحصاد أو عيد الخمسين):
مكتوب عن عيد الأسابيع: "وتعمل عيد أسابيع للرب إلهك... أنت وابنك وابنتك وعبدك وأَمَتك، واللاوي الذي في أبوابـك، والغريب واليتيم والأرملة، الذين في وسطك... وتذكُر أنك كنتَ عبداً في مصر" (تث 16: 10-12). وهو يأتي بعد سبعة أسابيع من عيد الباكورة، أي في الصيف. وفيما بعد عُرِفَ بعيد الخمسين باليونانية (Pentecost) للاحتفال به في اليوم الخمسين بعد عيد الباكورة. وقد ربطت اليهودية المتأخرة عيد الأسابيع باستلام الشريعة في سيناء كاحتفال سنوي بهذه المناسبة.
ويُسمَّى هذا العيد أيضاً عيد الحصاد، لأنه كان يُقدَّم فيه "أبكار غلاتك التي تزرع في الحقل" (خر 23: 16) “مـن أبكار حصاد الحنطة" (خر 34: 22)
الأمر المدهش أنه في هذا اليوم بالذات وبتدبير إلهي عجيب انسكب الروح القدس على التلاميذ وهم في العلية، وأمتلؤا بالقوة ليبدؤوا زمن الحصاد الحقيقي لنفوس العهد الجديد! تتميماً لما قاله الرب يسوع لتلاميذه "انتظروا موعد الآب" وتتميماً لنبوة يوئيل النبي: "ويكون بعد ذلك أني أسكب روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلاما، ويرى شبابكم رؤى" (يوئيل 2 :28)
لماذا نحتفل بهذه الأعياد في نفس المواعيد وبنفس الترتيب!
إن هذه الأعياد اليهودية كانت إشارات نبوية واضحة جداً لما سيفعله ويتممه الرب يسوع من خلال فدائه وموته لأجلنا على الصليب. هذه الأعياد كانت حقيقية جداً لهم وكانت تحمل معاني واختبارات روحية ولازالت، ولكنها كانت ظلالاً للحقيقة التي كانوا ينتظرونها! يقول يسوع "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض، بل لأكمل" (متى 5 :17) إن يسوع لم يأت ليلغى القديم، ولكنه جاء ليكمله! معنى كلمة "لأنقض" في أصل اللغة هو "لألغى أو أهمل" وهذا يعنى بكل وضوح أن يسوع لم يكن يقصد هذا الأمر أن يلغى أو يهمل، ولكنه كان يكمل أي يجعل هذه الأعياد "كاملة" و"ممتلئة" بالحقيقة الروحية من خلال وجوده المعلن فيها من خلال الفداء!
· فصار عيد الفصح هو "يوم الجمعة العظيمة"، وصار لنا العيد الذي يعلن فدائنا وخلاصنا من خطايانا ومن سلطان ابليس وصار لنا يوم المصالحة مع الله بدم المسيح. " لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1كور 5: 7)

· وصار عيد الفطير عندما دفن يسوع في القبر، مكتوب "ولا رأى جسده فسادا"(أعمال 2: 31) انه صار لنا قوة "عدم الفساد" أي الحياة المقدسة الخالية من أي خمير أي خالية من الخطية ودنس هذا العالم. وصرنا نسمى هذا اليوم "سبت النور"،
"عالمين هذا: أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية، لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية. فإن كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضا معه" (رومية 6: 6)

· أما عيد الباكورة فصار هو اليوم الذي قام فيه المسيح ليكون لنا الباكورة للقيامة من الموت نحن الذين أقامنا معه، وصار فعلا لنا "عيد القيامة المجيد": "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين، فإنه إذ الموت بإنسان، بإنسان أيضا قيامة الأموات، لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (رومية 15 :20)

· وعيد الحصاد أو الخمسين صار لنا أيضاً عيد الخمسين الذي هو عيد حلول الروح القدس وصرنا نعيده كل سنة وفى نفس التوقيت اليهودي!

الاستنتاج النهائي ان هذه الأعياد اليهودية الأربعة كانت تشير الى المسيح، وعندما جاء المسيح في مجيئه الأول نحن المسيحيون فهمنا هذا الأمر. السؤال الآن هو هل الأعياد الثلاثة الباقية تشير أيضاً الى المسيح؟ وإن كانت الإجابة نعم ، فمتى سنرى هذا الأمر يتحقق؟
ماذا عن الأعياد الثلاثة الباقية
5. عيد الأبواق:
يُحتَفَل بعيد الأبواق في اليوم الأول من الشهر السابع من السنة مع بدء الخريف: “يكون لكم عطلةٌ تذكارُ هُتافِ البوق، مَحْفَلٌ مُقدَّسٌ" (لا 23: 24؛ عد 29: 1)، "وتعملون محرقةً كرائحة سرورٍ للرب، ثوراً واحداً... فضلاً عن مُحرقة الشهر وتقدمتها، والمحرقة الدائمة وتقدمتها مع سكائبهُنَّ كعادتهنَّ رائحةَ سرورٍ وقوداً للرب" (عد 29: 2-6)
وكان الهتاف بالبوق كأمر الرب هو لمناداة الجماعة للتأهُّب بحسب المناسبة: حرب، ارتحال، فرح، أعياد، رؤوس الشهور أو بداية السنة، أو الإعلان عن أمرٍهام جداً. وقد يُكتَفَى بضرب الأبواق فقط أو يكون مصحوباً بالهتاف (عد 10: 1-10). وقد عرفنا عن استخدام الأبواق في التسبيح وتمجيد عظمة الرب (مز150: 3).

6. عيد الكفَّارة (يوم الكفارة)
وبالعبرية يوم كيبور Yom Kippur ويقع في اليوم العاشر مـن الشهر السابـع (سبتمبر/ أكتوبر - ميلادي)، أي بعد عشرة أيام من عيد الأبـواق. وهـو اليوم الوحيد في السنة الذي يدخل فيه رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس للتكفير عـن خطاياه وعـن خطايا كل الشعب (كل الأمة).
ويستعدُّ رئيس الكهنة لهذا اليوم استعداداً غير عادي فيما يتعلَّق بطهارته الجسدية وبملابسه من الكتان التي سيدخل بها إلى قدس الأقداس. وتكفيراً عن خطاياه وخطايا بيته وكهنته، يُقدِّم ثوراً كذبيحة خطية وكبشاً واحداً وسبعة خراف كمحرقة للرب رائحة سرور، مع تقدمة من دقيق ملتوت بزيت. وعن خطايا الشعب، يُقدِّم تيسَيْن، يُقتَرَع على أحدهما ليُذبح ويُرَشَّ دمه؛ والثاني” تيس عزازيل “يُرسَل للبرية حاملاً خطايا الشعب" (لا 16؛ عد 29: 7-11).
هناك اختلاف واضح بين عيد الفصح وعيد الكفارة بالرغم أنهما يشيران بشكل واضح الى ذبيحة المسيح الكفارية عنا. أن عيد الفصح يشير الى الاختبار الشخصي لفداء المسيح ولهذا السبب عند تأسيس الفصح نجد أنه اجتمعت كل عائلة على حده في بيتها والباب مغلق عليها وصنعوا الفصح الخاص بهم. أما في يوم الكفارة فيجتمع كل الشعب معاً ويقدم رئيس الكهنة الذبيحة عن كل الشعب دفعة واحدة، ويستعلن الفداء لكل الأمة معاً، ويطلق تيس عزازيل حراً نيابة عن كل الشعب.

7. عيد المظال:
عيد المظال Tabernacles، هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى (مع الفطير والخمسين)؛ والتي يُحتَفَل بكل منها أسبوعاً. كما أنه العيد الثالث الذي يقع في نفس الشهر السابع في اليوم الخامس عشر منه حيث يكون القمر متألِّقاً.
وخلال أيام العيد السبعة يُقيم الإسرائيليون في مظال مصنوعة من أغصان الشجر الخضراء كثيفة الأوراق، تذكاراً للأيام التي كانوا يُقيمون خلالها في أكواخ booths من سعف النخيل خلال ارتحالهم لأربعين سنة في سيناء بعد خروجهم من مصر: “تُعيِّدونه عيداً للرب سبعة أيام في السنة فريضةً دهرية في أجيالكم. في الشهر السابع تُعيِّدونه. في مظال تسكنون سبعة أيام... لكي تَعْلَم أجيالكم أني في مظال أسكنتُ بني إسرائيل لمَّا أخرجتهم من أرض مصر. أنا الربُّ إلهكم" ( لا 23: 41-43)
وعيد المظال، هو أكثر المواسم بهجة بين أعياد بني إسرائيل: "تفرحون أمام الرب إلهكم سبعة أيام" (لا 23: 40) في آخر السنة الدينية، لأنه يأتي بعد جمع المحاصيل (خاصة الشعير والحنطة) والثمار (خاصة الكروم والزيتون)، ووَضْعها في الأهراء والبيادر والمعاصر، وانتظار المطر المتأخِّر لإعداد الأرض لمحصول جديد. ومن هنا فهو يُسمَّى أيضاً عيد الجمع أو القطاف Ingathering “وعيد الجمع في نهاية السنة عندما تجمع غلاَّتك من الحقل" (خر 23: 16؛ 34: 22) "عندما تجمع من بيدرك ومن معصرتك... لأن الربَّ يُباركك في كل محصولك وفي كل عمل يديك، فلا تكون إلاَّ فَرِحاً" (تث 16: 13-15)

هل هناك معنى لهذه الأعياد الثلاثة لنا كمسيحيين
وعندما ننظر لهذه الأعياد الثلاث الباقية فنحن لا نجد لها نظير عندنا نحن المسيحيون، هل ليس لها معنى عندنا، هل هذا أمر منطقي أن الأربع أعياد الأولى تحولت وصارت لنا أعياداً لنا بسبب مجيء المسيح الأول وهذه الأعياد لا تزال ليس لها معنى لنا! أم أن الرب يسوع لم يكملها بعد مثلما أكمل الأربع أعياد الأولى؟ هذا سؤال يدعو للتأمل والبحث والتفكير. لأن الرب يسوع قال إنه لم يأت لينقض أو يلغى أو يهمل، ولكنه قال إنه أتى ليكمل. هناك بعض الأجزاء الكتابية التي يمكن أن تكون باب مفتوح للتفكير والبحث في هذا الأمر:
· عيد الأبواق
بخصوص "عيد الأبواق" نجد أنه مكتوب في سفر الرؤيا والرب يتكلَّم عن علامات الساعة الأخيرة، يقول إنه: “يُرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مُختاريه مـن الأربع الريـاح مـن أقصاء السماوات إلى أقصائه" (مت 24: 31). ويكتب القديس بولس: "لأن الرب نفسه بهُتاف، بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله، سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً" (1تس 4: 16).
وفي سفر الرؤيا، فالأبواق في أيدي الملائكة السبعة (رؤ 8: 2)، "وعندما يُبوِّق كل منهم تقع أحداث رهيبة. ولما بوَّق الملاك السابع، هتفت أصوات عظيمة في السماء قائلة: "صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين". (عب 9: 28؛ 1بط 1: 5).
ويقول الرسول بولس: " في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير" (1كور 15: 52)
هل هذه الآيات تستثير تفكيرنا واهتمامنا بأمور لها علاقة بهذا العيد! هل سيملأ يسوع المسيح مخلصنا الذي نعرفه - نحن كمسيحيين - هذا العيد بمعنى له علاقة به شخصيا كالأعياد الأربعة الأولى. هل المستقبل يحمل معه مفاجأة بخصوص تحقيق هذا العيد؟
· يوم الكفارة
هل يمكن أن تبحث في كلمة الله وتجد معاني لها علاقة "بتكميل" المعاني الخاصة بعيد "يوم الكفارة". مثلا مكتوب أنه سيحدث أمر في آخر الأيام له علاقة بشعب إسرائيل: "من سمع مثل هذا؟ من رأى مثل هذه؟ هل تمخض بلاد في يوم واحد، أو تولد أمة دفعة واحدة؟ فقد مخضت صهيون، بل ولدت بنيها! افرحوا مع أورشليم وابتهجوا معها، يا جميع محبيها. افرحوا معها فرحا، يا جميع النائحين عليها" (اشعياء 66: 9) لاحظ استخدام النبي اشعياء كلمة "في يوم واحد"
وأيضاً "وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلي، الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره. في ذلك اليوم يعظم النوح في أورشليم كنوح هددرمون في بقعة مجدون، وتنوح الأرض عشائر عشائر على حدتها: عشيرة بيت داود على حدتها، ونساؤهم على حدتهن. عشيرة بيت ناثان على حدتها، ونساؤهم على حدتهن" (زكريا 12: 10) هذه الآيات فعلياً تشرح أنه سيأتي يوماً كل شعب اسرائيل كأمة سينظرون الى يسوع المسيح وسيدركون أنهم طعنوه وصلبوه، وسيكون يوم توبة بمرارة وأيضاً سيكون يوم كفارة!
هناك أيضاً آيات كثيرة في كتب الأنبياء الصغار تتكلم عن "هذا اليوم" الذي سيأتي وسيكون مشابه جداً لما كان يحدث مع شعب الرب في القديم بخصوص يوم الكفارة هذا، وهم لم يفهموا ولم يدركوا من هو الفادي الحقيقي الذي خلصهم. هل سيأتي اليوم الذي فيه ينوحون وهم يدركون حقيقة الذي طعنوه؟
· عيد المظال
أما بخصوص عيد المظال اليهودي فهناك حادثة يمكن أن يكون لها معنى ذو أهمية ملفتة للنظر. عندما أخذ الرب يسوع تلاميذه على جبل التجلي تقرأ الآتي: "وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور، . . . فجعل بطرس يقول ليسوع: يارب، جيد أن نكون ههنا! فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة" (متى 17: 2). عندما رأى بطرس الرب يسوع في هيئته الإلهية الملكية شعر أنه يدخل في أجواء عيد المظال وأنه لابد أن يصنع هذه المظال في هذا المناخ المهيب!
وعندما تقرأ ما كتبه القديس متى في آخر الاصحاح الذي يسبق هذه الحادثة: " الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته"(متى 16: 28) تفهم جيداً أن التلاميذ فهموا جيداً أن هذه الحادثة إشارة واضحة عن مجيء المسيح في ملكوته المهيب في مجيئه الثاني!
وعندما تقرأ هذه الآية التي كتبها القديس بطرس بنفسه في (2بطرس 1: 16، 18) وهو يقول: " لأننا لم نتبع خرافات مصنعة، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته" لقد فهم القديس بطرس أن حادثة التجلي كانت إشارة واضحة جداً عن مجيء المسيح بنفس الهيئة التي رآها على جبل التجلي!
هل يمكن أن تفكر بهدوء كيف سيملأ الرب يسوع هذا العيد اليهودي لكى يكون عيدا لنا أيضاً نحن المسيحيون
الخلاصة
عندما أتى المسيح في مجيئه الأول لم يتعرف عليه الكثير من شعبه المنتظرين له لأنهم لم يفهموا النبوات بشكل جيد وباستنارة من الروح القدس "من أجل هذا أكلمهم بأمثال، لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. . . لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وآذانهم قد ثقل سماعها. وغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويسمعوا بآذانهم، ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم" (متى 13: 13)
أما نحن فقد أعطى لنا أن نفهم أسرار ملكوت السماوات: "فأجاب وقال لهم: «لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات" (متى 13: 11)
انها دعوة للتأمل وطلب الفهم والدخول بنعمة خاصة من الروح القدس لكى نفهم اسرار ملكوت السموات.
Comments