
كان بنيامين آخر أولاد يعقوب، آخر الأسباط، ولأجل هذا الأمر يميل كثير من القادة الروحيين أنه يشير بطريقة روحية الى أمور لها علاقة بالجيل الأخير للكنيسة التي ستشارك في النهضة الأخيرة قبل مجيء الرب. أنظر معي كيف يشير بنيامين الى الجيل الأخير.
قصة ولادته
يقول الكتاب: "ثم رحلوا من بيت ايل. ولما كان مسافة من الارض بعد حتى يأتوا الى افراتة، ولدت راحيل وتعسرت ولادتها. وحدث حين تعسرت ولادتها ان القابلة قالت لها: لا تخافي، لان هذا ايضا ابن لك. وكان عند خروج نفسها، لأنها ماتت، انها دعت اسمه "بن اوني". واما ابوه فدعاه "بنيامين". فماتت راحيل ودفنت في طريق افراتة، التي هي بيت لحم." (التكوين 16:35)

ولادة متعسرة
كانت ولادة بنيامين ولادة متعسرة ومحاطة بالظروف الحزينة لدرجة أن أمه راحيل فقدت حياتها وماتت، فكانت هذه الاحداث تحاول أن ترسم له الشخصية التي ينبغي أن يعيشها، وكان الاسم الذي اقترحته أمه قبل أن تموت هو "ابن أونى" أو ابن حزني أي الذي جاء بالألم وجاء بموتى وسوف يعيش بالحزن والأسى طول الحياة! تستطيع أن ترى بكل وضوح الظروف الضاغطة والعسرة التي تحيط بولادة هذا الجيل الذي يعده الرب برسالة خاصة لهذا الزمن الأخير، كثير من هذا الجيل تعرض فعليا للإجهاض وأنُقِذوا بأعجوبة، المخدرات تحيط به من المراحل الأولى في المدارس، نسبة الأُسر المفككة أو الآباء مدمنين المخدرات أو الكحوليان ليس لها عدد، الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء بالآلاف، انتشار المواد الإباحية والفن الهابط في تزايد مستمر، التعرض لتشويه الهوية وتشويه الهوية الجنسية لم يسبق له مثيل. الأمر الرهيب هو تكاتف الأعلام الكاذب والفن الهابط والنظام المدرسي الذي ينهار على تدمير هذا الجيل! كل هذه الظروف تريد أن تصبغ هذا الجيل بروح الحزن والألم لكي يعيش في الاكتئاب والضياع ويصبح بلا أمل أو هدف. وبالرغم أن الاحصائيات تقول إن نسبة الانتحار زادت في السنوات الأخيرة لكن الأمر المُلفت للنظر أن نسبة الرغبة في الموت والأقدام على محاولات الانتحار زادت جداً وبطريقة لم تحدث من قبل!
صوت الرب
بالرغم أن أمه كانت تريد أن تصبغه بهذه الصبغة الحزينة لكن صوت الرب من خلال يعقوب كان مختلفاً جداً، فدعاه أبوه "بنيامين" أي ابن البركة، وهذا اسم مخالف تماما للاسم الآخر الحزين. وكثيرا ما يكون الرب له رأياً آخر وتكون رؤية السماء مغايرة تماماً لرؤية الأرض، ويقول الرب الآن أن ظروف هذا الجيل لن تحكم عليه ولن تسرق منه هويته الحقيقية التي له من الرب. إن كلمة الرب أن هذا الجيل سيكون "أبن البركة" وسيكون له بركات بنيامين!
بركات بنيامين
ستكتشف من أقوال الكتاب المقدس البركات المذهلة التي قيلت عنه والمختلفة تماما لما كان يريد العدو أن يفعله.
1. ذئب يفترس
عندما تنبأ يعقوب لكل أولادة في صلاته الأخيرة لهم قال هذه الكلمات المتميزة عن بنيامين: "بنيامين ذئب يفترس، في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يقسم نهبا" (49: 27)
كان يشتهر سبط بنيامين فعلياً بأنهم محاربين أشداء وماهرين جداً في استخدام الأقواس والسهام بكلتا اليدين، اليمنى واليسرى! ومن خلال دراسة بعض شخصيات الكتاب المقدس الخارجين من سبط بنيامين مع فهمنا لبعض الخصائص الطبيعية للذئب نستطيع أن نستخلص الآتي عن معاني أن بنيامين "ذئب يفترس":
تمثل الذئاب العاطفة القوية وتشير نبوياً الى أشخاصًا متميزين، ومحاربين روحيين، ومخلصين، وأذكياء، ومتحمسين لقضية جيدة. وإذا الرب أعطاك حلما وأنت من جيل بنيامين، تحلى بالشجاعة لمواصلة إظهار هذه الصفات السابقة الرائعة لتخدم الرب "بشراسة". تلاحظ أن إستير - وإيهود " "وصرخ بنو اسرائيل الى الرب، فأقام لهم الرب مخلصا ايهود بن جيرا البنياميني، رجلا اعسر"(قض 3 :15) - ودبورا هم أيضًا قادة مذكورين في الكتاب المقدس أقوياء يشبهون الذئب نشأوا من سلالة دم بنيامين!
أما تعبير "وعند المساء يقسم نهبا" تعنى أن ثرواتهم ستأتي من غنيمة أعدائهم، وهذا يذكرك بقصة بولس الرسول الذي كان يؤكد أنه إسرائيلي من سبط بنيامين (رومية 11: 1) ويمكننا أن نرى ضراوة بولس عندما كان لا يزال مضطهدًا للكنيسة في أيامه الأولى ثم تحوله وربحه الغنائم الكثيرة من النفوس التي أتت للخلاص لاحقًا بسبب شهادته للمسيح! أما كلمة "يقسم" فهي تعبر عن بعد الشركة وتقدير الحياة الجماعية في وسط جسد المسيح، وهذا واضح جداً في كل الشخصيات السابقة.
مكتوب عن سبط بنيامين " كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون"(قضاه 20 :16)

2. حبيب الرب
وعندما بارك موسى الاسباط قال عن بنيامين الآتي: " ولبنيامين قال: "حبيب الرب يسكن لديه آمنا. يستره طول النهار، وبين منكبيه يسكن" (تث 33: 12)
أن يولد بنيامين في بيت لحم هذا يعطينا انطباعا روحياً أنه صورة نبوية عن يسوع الأبن الوحيد المحبوب الذي في حضن الآب! ويقول الإعلان أنه يسكن لدى الرب آمناً ويكون في حمايته كل النهار. أما تعبير "وبين منكبيه يسكن" فهذا هو نفس المكان الذي كان هارون يحمل عليه صدره القضاء "على قلبه" "فيحمل هارون اسماء بني اسرائيل في صدره القضاء على قلبه عند دخوله الى القدس للتذكار امام الرب دائما." وهذا تعبير مدهش يشير أنه محبوب في مكان صدره القضاء على قلب الرب دائماً!
3. ميراث متميز
بالرغم أن بنيامين كان سبطاً صغيراً – أصغر الأسباط – وبالرغم أن الهيكل ملكًا لجميع الأسباط، لكن من الناحية الجغرافية تم قسمة الأرض التي بُنِىَ عليها الهيكل بين منطقة سبط يهوذا ومنطقة بنيامين بنوع من الشراكة. ولأن الهيكل كان مسكن الله وسط شعبه فهذا يشير الى راحة الرب أن يسكن في أرض بنيامين مع يهوذا! تاريخ شعب إسرائيل أيضاً يشير الى العلاقة القوية المستمرة بين سبط بنيامين وسبط يهوذا المتميز بأن جاء منه يسوع المسيح أسد يهوذا.
سلبيات بنيامين
ستكتشف من خلال أقوال الكتاب المقدس كيف أن سبط بنيامين، عدة مرات، أهدر إمكانياته وتحولت الى أمور رديئة جداً عندما ترك نفسه يتحرك بحسب الجسد. وهذا هو التحدي لجيل بنيامين في هذا الزمن الأخير! أهم هذه الأمور هي:
1. الحماقة
تحكى قصة من سفر القضاة أن جماعة من الأشرار من سبط بنيامين صنعوا قباحة في إسرائيل وانهم اجتمعوا ليستغلوا جنسياً امرأة رجل لاوى مسافر من مدينة الى أخرى، مكتوب "فعرفوها وتعللوا بها الليل كله الى الصباح. وعند طلوع الفجر أطلقوها. . . فجاءت المرأة عند اقبال الصباح وسقطت عند باب بيت الرجل (ميتة)"
فأرسل كل جماعة اسرائيل الى سبط بنيامين لكي يسلموا الجماعة التي صنعت الحماقة، فلم يشاؤوا واستعدوا للحرب! سبط بنيامين وحده أمام كل بقية الأسباط لأجل قضية فاسدة! وفى هذه الحرب كانت خسائر بنيامين فادحة! " واهلك بنو اسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل. كل هؤلاء ماهرين في استخدام السيف"، بسبب الحماقة مات الأبطال!
تظل الحماقة المرتبطة بالشهوة الجنسية والدخول في حروب لأجل قضايا فاسدة هي التحدي الكبير لإهدار قوة هذا الجيل. نصلى أن يحمى الرب هذا الجيل من هذه الحماقة ومن التورط في الخطايا الجنسية لهذا الزمن وأنه يتحلى بالحكمة الإلهية والقداسة لكيلا يهدر بركاته.
2. التمرد
أول ملك لشعب إسرائيل كان شاول من سبط بنيامين، وعندما تم اختياره سكب الرب عليه المسحة، وأطلقه لانتصارات مذهلة لأنه كان مسيح الرب. فجأة بدأ في التمرد على الرب وعدم الخضوع لصموئيل النبي ولوصية الرب، وكان صوت الرب له: " قد انحمقت! لم تحفظ وصية الرب ألهك التي امرك بها، لأنه الآن كان الرب قد ثبت مملكتك على اسرائيل الى الابد. واما الآن فمملكتك لا تقوم. قد انتخب الرب لنفسه رجلا حسب قلبه، وامره الرب ان يترأس على شعبه. لأنك لم تحفظ ما امرك به الرب" شاول الذي من سبط بنيامين فقد المسحة والملك بسبب تمرده!
لكن عندما تقابل الرب مع شاول الطرسوسي الذي كان من سبط بنيامين، صنع الرب به عجائب لأنه بدأ مع الرب وهو يقول: " يارب، ماذا تريد ان افعل؟"
نصلى حماية لهذا الجيل من روح التمرد العامة في هذا الزمن، التمرد على البيت وعلى الكنيسة وعلى المبادئ الطبيعية للحياة ولأجل معجزة خضوع هذا الجيل لمحبة الرب ولمشيئته وانهم يصيروا مثل بولس الرسول وهو يقول "بولس، اسير يسوع المسيح" (فليمون 1:1) ليكونوا الجيل الذي يصنع أضعاف ما فعل الرسول بولس بنعمة الرب.
الخلاصة
نثق أن رغم التحديات التي أمام هذا الجيل، أن الرب سيقيم متشفعين وقادة روحيين يقومون بنفس الدور الذي صنعه يعقوب. أنه لا يكون اسم هذا الجيل "ابن الحزن" لكنه سيكون "ابن البركة" الذى سيأخذ ميراثه كاملا ويمجد الرب حتى النهاية.

Comments