top of page

الانتحار غرقاً فى السوشيال ميديا (تحدى التعامل مع الميديا) د.عزت حكيم

صورة الكاتب: Ezzat HakimEzzat Hakim


تحدى الاستخدام الصحيح للسوشيال ميديا

هذا الموضوع تحدى كبير لكل شعب الرب أنه تحدى استخدام  السوشيال ميديا والرغبة الشديدة للتواجد على الساحة وضمان الظهور في وسط هذا العالم الكبير مهما كان الثمن الذى ينبغي أن ندفعه!

بالرغم من أي إيجابيات يمكن الحصول عليها من السوشيال ميديا فهناك عنصرين واضحين في انفجار فيضانات السوشيال ميديا بكل منصاتها المختلفة علينا.


 أولا أنها أتت الينا بالعالم بكل ما يحمل من معانى وفلسفات وتأثيرات سلبية الى منازلنا. ممكن يكون رأيك "أنه حسناً يجب أن نعرف كل مايدور حولنا ونتابع الأحداث" أوافقك الرأي لكن ينبغي أن يكون عندك المهارة الكافية أن تحمى نفسك وبيتك من كل هذه التأثيرات الروحية والنفسية الشريرة التي يمكن أن تأتى عليك من هذا الباب الواسع بلا حدود!

 

يقول أحد الدارسين عن السوشيال ميديا: "أن صوت الثقافة اليوم هو للمشاهير وليس للمتخصصين!. لا يتم الاستماع إلى الناس بسبب مؤهلاتهم للتحدث علنًا بشأن قضية ما ، ولا لأن لديهم شيئًا أصليًا وذو مغزى ليقولوه ولكن ببساطة لأنهم مشهورون. نحن صرنا شعباً مغرماً بالشهرة والثروة ، وهذا يؤثر بشكل مباشر على من نقتدي بهم ونصوت لهم ونهتم بهم. ومن المثير للاهتمام ، أنه ليس من الضروري فعل أي شيء جدير بالملاحظة بشكل خاص لتحقيق مكانة المشاهير بعد الآن: لقد أظهر لنا (أسماء ممثلين مشهورين) أنه يمكن للمرء أن يكون مشهورًا لمجرد كونه مشهورًا! بالرغم أنه ليس هناك سبب حقيقى له قيمة ليكونوا مشهورين، مرحبًا بكم في عالم جديد وغريب يسلم فيه الآباء والأمهات بشكل روتيني مسؤولية تربية أطفالهم إلى Netflix


 

ثانياً: السوشيال ميديا صارت باب واسع مفتوح على مصراعيه للأمور المختلطة، الجيد والسىء معاً، النقى والغير طاهر معاً، الصادق والكاذب، الأبيض والأسود، كل شيء معاً. لأجل هذا الأمر تجد أنه هناك تدفق رهيب من الكذب والرياء والمحاولات الشرسة لكسب أكبر عدد من المشاهدات لمجرد شهوة الشهرة وتحقيق الجماهيرية! وتدفق قوى للتأقلم مع النجاسة والعرى وروح العالم وكأن هذه الأمور صارت أمر طبيعى في حياة البشر، تدفق حتى للعبادات الشيطانية بكل أنواعها المنتشرة في العالم من الشرق للغرب!

 بسبب هذا الأمر ستجد هذه التعبيرات الآتية الصريحة التي تشرح الجانب السلبى للأستخدام السىء للسوشيال ميديا من أشخاص دارسين ومن أشخاص مُستخدِمين عاديين:

 

هناك موقع متخصص في هذا الأمر يقول:

"هناك القليل من الأبحاث المتكاملة لتحديد العواقب طويلة المدى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك ، فقد وجدت دراسات متعددة أنه هناك صلة قوية بين وسائل التواصل الاجتماعي الثقيلة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والوحدة والأمور التي تؤذى النفس وحتى الأفكار الانتحارية!"

ويستكمل هذا الموقع الدراسى ويقول:

"قد تروج وسائل التواصل الاجتماعي لأنطباعات داخلية سلبية مثل: عدم كفاية حياتك أو مظهرك. حتى إذا كنت تعلم أن الصور التي تشاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي يتم التلاعب بها فلا يزال من الممكن أن تجعلك تشعر بعدم الأمان بشأن مظهرك أو ما يحدث في حياتك الخاصة. وبالمثل نحن جميعًا ندرك أن الأشخاص الآخرين يميلون إلى مشاركة الملامح البارزة والجميلة في حياتهم ونادرًا ما يشاركون النقاط السلبية التي يمر بها الجميع. لكن هذا لا يقلل من مشاعر الحسد وعدم الرضا عندما تتصفح صور أحد الأصدقاء الممتلئة بالمناظر الخلابة لعطلتهم الصيفية على الشاطئ أو تقرأ عن الترقيه الجديدة المثيرة في العمل."




ظاهرة مرضية جديدة أسمها (الخوف أن يفوتك شيء)

Fear of missing out (FOMO)

يمكن أن تؤثر فكرة "أنه يمكن أن يفوتك بعض الأشياء" على احترامك وثقتك بنفسك ، وتثير القلق داخلك وتغذي الاستخدام الاكثر لوسائل التواصل الاجتماعي الذى ممكن يتحول الى الإدمان.

يمكن أن يجبرك FOMO على التقاط هاتفك كل بضع دقائق للتحقق من وجود تحديثات ، أو الاستجابة بشكل إلزامي لكل تنبيه Notification!- حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة أثناء القيادة ، أو تفويت النوم في الليل ، أو إعطاء الأولوية للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي على حساب علاقاتك الحقيقية في الحياة!.


 

تعليقات بعض المُستخدِمين الذين قرروا التوقف عن وسائل التواصل الأجتماعى يقولون:

"كانت الحياة فوضاوية، معتادة، تفتقر إلى رؤية أمور كثيرة جيدة في الواقع الذى أعيشه وليست مجرد الوان اصطناعية كثيرة على مجرد شاشة .كنت كمدمن على الإنستجرام أرى نفس المنشور أو ربما نفس المعلومة التي قد تكون خاطئة خمسة أو ستة مرات في عشر دقائق من التصفح، ونفس النكات طيلة الوقت و لكن بلغة أو بشكل مختلف و ذلك لم يكن يفيد معلوماتي أو يسلي وقتي حتى رؤيتي للكثير من النكات، لم أكن أضحك أو ابتسم لكن كل ما في الأمر انني أحدق إلى الشاشة بصمت! " "وعندما أخذت أجازة من هذه الأشياء رجع إلىَّ صفاء الذهن و أفرغت عقلى من حشوة التفاهة المنتشرة على الإنترنت و أخبار كرة القدم أو المشاهير او اليوتيوبرز التي أنت في النهاية مجرد طرف ثالث بها !"



خبرة مُستخدِم آخر:

"اخذت قرار منذ بداية السنة الجديدة اني سأنقطع عن مواقع التواصل الاجتماعي نهائيا ليس بالتدريج ولكن نهائيا فقمت بمسح الفيسبوك والانستجرام والتويتر.

لم استطع تحمل الترندات في الفيسبوك والاشياء الغريبة التي كنت اشاهدها وتضييع الوقت الرهيب صدقني اذا كنت تظن انك تجلس ساعتين على الفيسبوك ستجدها 3 ساعات او اكثر، كانت تجربتى في الاول فاشلة كنت اوقف استخدامها وبعدها ب 3 ايام ارجع لها على الفور بسبب شعوري بالفراغ.

ثم ادركت شيئا بسيطا ومنطقيا: يجب ان استبدل وقت السوشيال ميديا بعادات جديدة تملئ وقت الفراغ واستبدل بها أدمان هذه السوشيال ميديا.

وبالمناسبة هذا هو مربط الفرس ان تستبدلها بشيء اخر ويجب ان تكون على علم بما الذي تريد ان تفعله. انا لم افتح السوشيال ميديا ابداًمنذ 6 شهور ولا اشتاق لها هي سم قاتل.

دمرتنا السوشيال ميديا , كانت هناك ايام كنت اقضي فوق ال 6 ساعات على الميديا، انا اندم على هذه الايام يا ليتني استثمرت نصف هذا الوقت في تطوير مهاراتي!

أدركت أنى كنت ادمن السوشيال ميديا  لأجل الهروب. كنت اهرب من مشاكلي الى السوشيال ميديا لم استطع تحمل فكرة ان انفرد بنفسي وعندما كنت اتابع استخدامي كنت اجده يتضاعف حول الفترة التي كنت اواجه فيها الحزن والاكتئاب وهذه هي مشكلة الشباب مع ادمان الميديا!"

 


حصان طروادة الرهيب:

أخيراً هناك أمر سلبى هام جداً للأحباء المؤمنين وهو أكبر خداع ممكن أن نقع فيه، إنه استبدال التركيز على الرب بالتركيز على مشاهير السوشيال ميديا:

إن عبادة الأصنام لا تقتصر فقط على عبادة التماثيل ، بل على أي شيء يحل محل الله في الحياة. في هذه الحالة وعندما يكون كل تركيزنا على أخبار السوشيال ميديا بشكل زائد عن الحد  فإنها تصير اعطاء أمر ما فى حياتنا مكانة فوق الله. ولم يعد المسيح هو المحور، أيها الأصدقاء ، هذا أمر خطير للغاية لأن مجتمع السوشيال ميديا ينتهي به الأمر إلى الاستيلاء على الأضواء بدلاً من منح الله كل المجد. ويستغرق المؤمنين في هذه الأضواء وينسحب الله من المشهد وفى النهاية نصير عابدى أوثان!

 

إن حصان طروادة الخاص بخداع الجماهيرية والشهرة وأخبار المجتمع الواسع دخل الى حياتنا رويداً رويداً حتى احتل مكان الصدارة في حياتنا بالكامل بدلا من الله وأسقطنا في شباك محبة العالم والأنشغال بأمور هذا الدهر. الحقيقة إن وقت الحياة الروحية السطحية قد أنتهى. والمعركة الروحية صارت شديدة ، والساحة مليئة بالذين لم يسبق لهم أن حملوا سيفًا روحياً أو لم يأخذوا مواقف حاسمة لأنهم لم يعتادوا على هذا الأمر. نحن بحاجة إلى جنرالات وقادة روحيين لا يهتمون بشعبيتهم أو مظهرهم أو "الإعجابات" “Likes” أو إقامة ولاءات مع العالم. حان الوقت لنكون شعباً لا يهتم بالجماهيرية أو أن يكون لنا أي شعبية أو شهرة إلا في نظر الرب.




Comments


bottom of page