أنتصر الحمل ----------------- حقيقة المذابح الروحية د. عزت حكيم

حقيقة المذابح الروحية

حقيقة المذابح الروحية

لماذا ترافيز سكوت Travis Scott جاء ليحاول أن يقيم حفلا شيطانيا أمام الهرم!

مكتوب:

"فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم: اثمروا وأكثروا واملأوا الارض، واخضعوها" (تك 1: 27)

"السماوات سماوات للرب، اما الارض فأعطاها لبني آدم" (مز 115: 16)

يشرح الكتاب المقدس أنه عندما خلق الله الأنسان من تراب الأرض وأعطاه نفساً حية، أنه صار المسؤول عن الأرض لأنه منها أخذُ، صار آدم مع حواء هو الأنسان العاقل الذي يستطيع أن يحكم في هذا العالم المادي على الأرض. وتقول الآية السابقة من مزمور 115 أن هذا الأمر كان خطة واضحة من الرب أن تكون الأرض لحكم آدم.

ومن الاصحاح الرابع في سفر التكوين بعد طرد آدم من الجنة، ومن خلال قصة قايين وهابيل، تجد أن الأنسان تعلم أن يتصل بالعالم الروحي من خلال تقديم الذبائح وهذه كانت أول أشاره لذكر المذابح في الكتاب المقدس! وتلاحظ الآتي أن هابيل قدم ذبيحة جيدة مرضية للرب فكانت أتصال جيد مع الله، فتجد أن المذابح المقدسة تفتح الطريق للتلامس مع الرب الروح. أما قايين عندما رُفِضَ من الرب، لم يتب، ولكنه ذهب وقتل أخاه وكان هذا القتل أول ذبيحة شريرة تصنع أتصالا وارتباطا مظلماً بعالم الأرواح الشريرة!

إن المذابح الروحية هي أماكن ونقاط تلاقى بين الأنسان الذي يعيش في الجسد على الأرض، وبين عالم الروح سواء هذا التلاقي مع السيد الرب الهنا العظيم، أو التلاقي مع الأرواح الشريرة!

بعد الطوفان بنى نوح مذبحا للرب ومكتوب في سفر التكوين (8: 21) "فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه: لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان" وهذا يشير الى التواصل الناجح من خلال المذبح بين نوح والله لأجل الأرض، ومن خلال هذا التواصل أعلن الرب أنه يتنسم رائحة الرضا وأنه سيشفق على الأرض ولا يعود يلعنها بنفس الطريقة مرة أخرى، ويعطيه قوس قوزح علامة للعهد.

لكن في (تكوين 11) وبقيادة نمرود بدأ الشعب في مدينة بابل يبنون نوعاً من المذابح كان معروفاً جيداً في القديم وهو "البرج" وهم يبتغون أن يصلوا الى السماء لكن ليس لكي يتصلوا بالله لكن لكي يتصلوا بالأرواح الشريرة لكي تعطيهم القوة ليكون لهم اسماً! وهذا يذكرك بالمكتوب عن لوسيفر "وانت قلت في قلبك: اصعد الى السماوات. ارفع كرسيي فوق كواكب الله، واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال، اصعد فوق مرتفعات السحاب. اصير مثل العلي" (أش 14: 13)

يقول "جلجامش Gilgamesh" وهو من العصر البابلي القديم (حوالي 1830 - 1531 قبل الميلاد) وهو يصف أنهم يبتغون بناء الأبراج في العصور القديمة ابتغاءً للخلود: "من يستطيع أن يصعد إلى السماء ويصبح خالدًا؟ أنه فقط الذي من الجماعة الإلهية التي تعيش إلى الأبد". (لوح جلجامش الثالث)

بناء الأبراج والأهرامات كان منتشراً بشكل كبير في العالم القديم كمراكز للعبادة، في كل مدينة كبيرة قديمة يمكنك أن تجد برجاً أو هرماً مرتبطاً بطبيعة الالهة التي كانوا يتعبدون لها!

المذابح الروحية هي أصلا إعلان إلهي:

على مدى قصة الكتاب المقدس تجد إما الله يطلب من رجاله تأسيس مذابح على الأرض أو الروح القدس يقودهم بالحس الداخلي لضرورة بناء هذه المذابح، وهذه بعض الأمثلة لهذا الأمر.

"وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك اعطي هذه الارض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له" (تك 12: 7)، وهنا يشير بناء المذبح لاتصال إلهي يؤكد ويثبت من الله حقيقة امتلاك ابرام لهذه الأرض، وهذا ما حدث فعلياً.

بعد انفصال أبرام عن لوط تحرك الى حبرون ومكتوب "فنقل ابرام خيامه واتى واقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب" (13: 18) وهذا لاستعلان مُلك الرب على هذه الأرض من خلال أبنه إبراهيم الذي يسكن فيها واختار أن يبنى مذبحاً لألهه هناك!

وهكذا، المذابح التي بنيت في خيمة الاجتماع جعلتها مكان لمقابله الله مع شعبه هناك. والمذابح التي كانت في هيكل سليمان جعلت هذا الهيكل "بيت صلاة يدعى لجميع الشعوب!" ولأجل هذا أقرأ هذه الكلمات الدقيقة التي قالها الرب لسليمان: " قد سمعت صلاتك، واخترت هذا المكان لي بيت ذبيحة. ان اغلقت السماء ولم يكن مطر، وان أمرت الجراد ان يأكل الارض، وان ارسلت وبأ على شعبي، فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم. الآن عيناي تكونان مفتوحتين، واذناي مصغيتين الى صلاة هذا المكان" (2أخ 7: 12)

ماذا تفعل المذابح الإلهية:

· إنها تفتح طاقات وبركات السماء على الأرض في نطاق إقامة هذه المذابح.

· وتعطى سُلطة الهية لأي نشاط روحي إلهي يحدث على الأرض.

· إنها تعطى قوة لاستمرار هذه البركات وهذا السلطان على مدى الأيام والسنوات الآتية.

· تعطى قوة عهد مع الله لا ينقطع.

كيف تبُنى المذابح الروحية الإلهية:

العامل الأساسي لبناء المذابح الروحية هو "العبادة والتكريس"، أن تختار أن تكون تابعا للسيد الرب، بتسليم القلب، وتسليم الفكر والكيان، وتقديم ذبيحة نفسك بحب، مع تقديم التسبيح والحمد لله وأن تعلن له أنك مِلكَه فيأتي ويجعلك مذبحاً مقدساً له. وتصير هيئة ملكية!

لكنك تجد أن الشيطان يسرق حقيقة المذابح لكي يجد أتصالا بالأرض من خلال البشر الذين يعطون له مكاناً في حياتهم ويرحبون بأعماله الشريرة، ويصيرون مراكز اتصال ونقاط تلاقى له لكى ينفذ أعماله الشريرة على الأرض!

عندما دخل شعب إسرائيل أرض الموعد قال لهم الرب وصية حاسمة وواضحة جداً: " وأنتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الارض." اهدموا مذابحهم" (قض 2: 2) لأنها كانت نقاط التقاء مع عالم الظلمة ومع العبادات الوثنية، ولأنهم لم يسمعوا كلام الرب مكتوب عنهم في نفس الاصحاح: "تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروث" فجعلتهم عبادة البعل يقدمون أولادهم ذبائح بشرية، وعشتاروث كانت تعلمهم العبادة من خلال الزنا!

إن الشيطان يفتح أبواب الجحيم على البشر من خلال كل ما يسمى مذابح شيطانية أو نقاط التقاء مع عالم الظلمة. أبواب الجحيم تأتى بالموت والدمار والأسى وكل أنواع العذاب الجسدي والنفسي، وكما قال يسوع: "السارق لا يأتي الا ليسرق ويذبح ويهلك" (يوحنا 10: 10)

المذابح الشيطانية كنقاط التقاء مع عالم الظلمة تبدأ من الخطايا الشخصية، أو اقتناء أشياء تحمل رموز للعبادات الشيطانية، أو رموز وتماثيل من أماكن العبادات الوثنية. الأبراج والأهرامات كثيرا ما كانت أبنية تستخدم للعبادة وأطلاق القوى الشيطانية على الأرض من خلال الكهنة المخصصين لهذه العبادات!

ماذا كان يريد ترافيز سكوت من حفلته في أرض الأهرامات في مصر؟

إذا نظرت الى عملة الولايات المتحدة أي الدولار، من الخلف على الجانب الأيسر، ستجد دائرة فيها صورة الهرم وتوجد عين رؤية في قمة هذا الهرم، وُضعا هناك بدون سبب واضح لكثيرين. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفون، فإن العين فوق الهرم هي رمز ماسوني، أنتجته جمعية سرية أثرت في التاريخ الأمريكي منذ بدايته بالرغم من الأساسات المسيحية الواضحة لهذه الأمة!

في التقاليد الماسونية، يُعرف رمز الهرم ومعه العين بأنه علامة على أن عين الاله تراقب البشرية. السؤال هو أي ألهه هي التي تراقب البشرية في اعتقادهم! أيضاً هذا أمر معروف جداً لارتباط التقاليد الماسونية بالأشكال الهندسية المثلثية والتصميمات الهرمية والعين كما هو فى الصورة الآتية (Masonic Illuminate).

هناك ارتباط قوى في التقاليد الماسونية بالأهرامات المصرية لأنهم يعتقدون أنها مركز للعبادة والاتصال بالعالم الروحي المظلم الخاص بهم، وانه من خلال العبادة للشيطان التي تتم في صورة أغاني وكلمات وموسيقى وأعمال مُشينة (Utopia Pyramids) فأنه ستطلق القوى الروحية الشريرة التي يبتغونها! وسيطلق المزيد من هذه القوة على الأرض! يُذكر أنه في حفلات سكوت التي تمت في الماضي في أماكن أخرى في العالم أنه تعرض أشخاص للأذى حتى لدرجة الموت!

ملحوظة أخيرة ذات معنى قوى، أنه كان هناك ترتيبات لحفل مشابه يحدث في نفس المكان بتوجهات ماسونية واضحة يوم 11/11 / 2011 والرب منعه بطريق معجزيه بسبب الصلاة والأعداد ليوم الصلاة العام في المقطم في مصر!

صليب المسيح على الجلجثة أعظم مذبح إلهي في التاريخ:

إن الشخص الذي يمكن أن يبنى مذبحاً لابد أن يكون أنساناً يعيش في جسد على هذه الأرض، ليكون نقطة تلاقى واتصال بيت الأرض والسماء. لأجل هذا تجسد الكلمة ابن الله، وصار واحداً منا، وعندما قدم ذبيحة فهو قدم أغلى وأثمن ذبيحة في الوجود، وهي ذبيحة نفسه. ولم يبن مذبحاً لأجل قطعة أرض محدودة، ولكنه بنى مذبحاً لحساب كل الأرض، لحساب كل المسكونة والساكنين فيها. ذبيحة المسيح في الجلجثة أخذت الحق لغفران الخطايا لكل من يؤمن، وأخذت لنا الحق في الاتصال بالسماء والتلاقي مع الآب بوجه مكشوف. قوة ذبيحة المسيح فيها كل القوة لتدمير كل تأثيرات للمذابح الوثنية لكل من يريد.

عندما قال المسيح "أصنعوا هذا لذكرى" مشيراً الى ذبيحة الجلجثة كان يقصد أنه يمكن بالإيمان والصلاة أن تأتى بقوة مذبح الجلجثة الى أي مكان وزمان وانت تعلن أنك تصنع هذا "للذكرىالروحية". التذكر الروحي يأتي بنفس قوة الحدث كلما تذكرت وصنعت كما قال المسيح.

يمكنك أن تأتى بقوة هذه الذبيحة الى بيتك وعيلتك وكل حياتك لتكسر أي قوة للأعمال الشريرة وأي قوة لأي مذابح مظلمة أخذت مكان في حياتك، سواء كان إدمان، أو خطايا جنسية، أو أمراض مزمنة ليس لها شفاء.

بقوة دم المسيح يمكن أن نقف عن بلادنا ونحامى عن أرضنا ونكرسها للرب على حساب مذبح الجلجثة وذبيحة المسيح التي هي أقوى من أي قوى شيطانية.